سيدتي .. الذكريات .. مثل الذبحة القلبية .. مع كل موقف القلب مهدد بالتوقف من شدة الألم .. وليس لنا إلا ان نتذكر .. ونتعثر .. في خطواتي الأولى سجلت إسمك على باقة إنتباه ولكنها ضاعت مني وسط الزحام .. ومع عيدان الثقاب .. وبين سيقان راقصات المقهى ..لا تثريب عليك ِ .. أنا المخطئ .. إنما لم أرتكب سوى جنحة .. وليست جناية .. وهنا .. أقف مثل التلميذ الذي تم ضبطه بالجرم المشهود وهو يدس .. علبة شكولاته في حقيبة معلمته .. وأبغي عقوبتي .. بأشد تنكيل .. وأعنف أشغال شاقة .. لأنني ببساطة .. أستحق .. فلا يكفي ان الألوان المبهرجة جذبتني عن شرفتكِ البيضاء .. ولكنني أيضا .. جلست على رصيف البوهيمية الشرقية وفقدت على إثرها كل ما أملك من كبرياء .. حروفي صارت مثل بعضها .. قصائدي ليس فيها ملح او لها توابل .. حتى الهجاء .. هجرني الهجاء وبقيت أرتقب موكب البرد .. حتى يدسني الشتاء .. عند باب شرفتكِ من جديد .. تائباً .. خائباً .. بعد ان قتلتني النساء .. إنني أطرق الباب .. والخجل يعتصرني .. ويخنقني الحياء .. فهل سيفتح الباب .. ان انه مجرد .. شتاء !!!
***
منذ سنين .. وعلى نفس الرنين .. تروق لي كستناء ..وقد يروق لي أن أفسر إعجابي بأن الشاعر صاحب الأبجدية الشخصية .. يبحث دوما عن من يشبهه ..وقد يقول قائل .. ما وجه الشبه بيني .. وبين الكستناء ..؟ الغزال مكتحل العينين .. كستناء .. والأبجدية المزركشة الثياب .. كستناء .. كلاهما له نفس اللون .. من باقة الضياء ..ولا تطالبوني بالمزيد من الوصف .. لأنني ببساطة لا أعرف ولأنني لا زلت رغم كل التجارب والقصص لا أعلم كيف تأتي تلك المخلوقة في بهاء .. وتمضي دون ضجيج في كبد السماء ..لأن الشعر الذي لا يدق الحصون ولا يدك القلاع ولا يجيد النوم مع ليالي دمشق ولا يفقه في فن مغازلة الجنون على وجه فنجان القهوة التركية ليست بشعر .. ولا يشرفني أن أحمله في حقيبتي أبجديتي لا تشبه أحداً .. وكذلك هي .. لا تشبهها إحدى النساء ..ما ذنبي أنا إن كنت لا أجيد تلفيق البكاء .. ولا دغدغة اللباقة عندما تجلس هي في طرف المقهى كل مساء ..الكتابة السرية ما عادت تسمن ولا تغني من جوع ..ثلاثون عاما .. أجري وراء قصص الهوى .. وأقبض عليها بالجرمم المشهود .. ثم أستقيل في أسف ..إنني أكتب بكل فخر .. كي أنتصر على موتي وحتى يصبح إرث أولادي أكبر من ميراث أحفاد آل سعود كلهم ومع هذا .. تأتين وتنزعين كل شيء .. وتصبح أبجديتي لكِ وأضعها في وصيتي وأحرم كل القراء .. لتكوني انتِ قصيدتي الوحيدة .. ومدونتي الأخيرة ..دكتاتورية انتِ .. أيتها الحسناء .. ولست أرى أنني أستحق الإهتمام .. لمجرد ان أبجديتي .. تعجبكِ ومع هذا .. لا أقوى أن أبتعد .. معقد نساء .. وردة بيضاء .. صفحة أصدقاء .. فقط .. دعيني هنا بالقرب من هذا الفجر في إبتسامتكِ .. وعند ناصية هذا العتم اللذيذ في عينيكِ .. إنني وعينيكِ طماع .. أكره الإقتناع .. فقط معك عندكِ بكِ لكِ سأتقشف .. وأتقبل الفتات من خبز صداقتكِ .. مثل أي زاهد يكفيني أن تنسدلي من أمامي .. متى شئتِ .. لتقولي .. في عجبٍ أنت هنا .. هذا المساء !! وبعدها إبتسمي .. حينها لن أكترث .. ولو إنشقت السماء
***
تلك الموسيقى .. في داخلي ..هل تسمعينها ؟!!إعصار يجرجرني نحو ثوبكِ الأبيض .. ذات مساء صداقتنا لم تتجاوز .. عمليات الإستنطاق الروتينية في أقبية الجستابو النازي ..!! إن الرجال يعطون أنفسهم .. تماما مثلما تعطي النساء أجسادهن .. إنما على مراحل ..ذكرياتي الحقيقية مقهورة ومحبوسة في قمقم الزجاجة .. وجيوشي السرية تتمرغ في طفولتي الممددة على حائط مثقوب في أعصابي التي تمزقت وراء .. ثوبك الأحمر .. !! هل كان أحمراً ؟أم هو أبيض ؟!!! .. لم أعد أتذكر بصراحة ..أريد أن أقول لك كل شيء ببساطة وبتواضع .. فلربما تخونني الشجاعة فيما بعد ..هذه اللعبة أستوحيها من كتابي المفضل .. مهلاً هل طبعوه أصلا ؟!! .. لا أعتقد تعابيرك الغير محسوسة للكثيرين .. تروق لي جدا لأن لغتكِ ليست كغيركِ .. مبتذله ورخيصة كثيرات هن اللواتي يصرخن انهن نساء ولكن بألف رجل .. والنهاية واحدة .. كأس وحانة .. وليلة حمراء .. مثل بقية النساء .. ولستِ كبقية النساء .. وهذا هو سر إرتباكي الحقيقي .. يا كستناء
***
ربما ترسم الظروف طريقنا على جدار الحياة وقد نتخبط حينا في دوامات التعب والإعياء بعد كثرة الجراح وربما يمنعوننا من الكلام المباح في كل الظروف .. اشارككِ السهر حتى الصباح يخيل الي انني ادور في حلقة مفرغة وانني لا ادري اصلا ماذا اريد وفي حين .. اجد انني امتلك كل المفاتيح .. انما لا اجد الابواب المنديل نفسه والقصة ذاتها ونهاية التعب .. لا شيء بقية القهوة تحترق وتسرق من اعصابي آخر لذعات الرماد بصراحة كنت أكتب .. لأنني أكتب والآن وبعد أكثر من ثلاثين عاما اريد أن أكتب .. لأن شخصا يريدني أن أكتب ولأن ذلك الشخص يتابع ما أكتب ولأنني حين أكتب .. عند ذلك الشخص .. أكتب وليس هناك من يكتب سواي طلبي عسير ومطمحي بعيد .. انما شرعي وقانوني كما أرى ببساطه تعبت من كثرة السفر ودوختني التجارب حتى اصبحت احمل قلب رجل في الثمانين مثخن بالجراح قضيتي خاسرة .. منذ عهد الأكاسرة قضيتي ضايعة .. في أروقة الأحوال المدنية .. وبين ملفات الجوازات المنسية لي ألف وجه .. لا أذكر أحدها قطعا .. وعندي ألف إسم .. دون وثائق رسمية ابجديتي وحدها تقاوم التزوير في استماته وترفض رقص المجوس على عباراتي الشرقية مدمن لكل المحرمات من كرسي كيلوبترا وحتى عرش شهرزاد .. من القمة الى الفتات .. أعشق كل المحرمات .. كازانوفا تلميذي الكسلان .. دون جوان طردته من حصتي .. ( من زمااااان ) وكل دفتر أحمر وملون في حقيبة طالبة في الثانوية صار يحمل قصائدي الشيطانية ومع كل هذا .. أنا خسران سبحان الله ....
البارون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق