يقول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أن السعودية بلاد العالم كله .. وطبعاً هو يقصد العديد من المعاني كونها قبلة المسلمين وكونها البلاد التي لم تتأخر في غوث أية دولة منكوبة وما إلا ذلك من المعاني الإنسانية العميقة ..
ولكن بصفتي مواطناً مطحوناً في بلاد ترفل بالثراء والبذخ المادي أجدني أتأمل هذه المقولة بعين فاحصة لها نظرة أخرى
يدهشني أن وسط الرياض مثلا لا تزال فيه بيوت تمتد أعمارها إلى 60 و80 عاما وهو متوسط عمر الدولة السعودية الثالثة نفسه بل وأكثر من ذلك أن السعودية بكل إمكاناتها تتجه في المواصلات وصيانتها بخطوات متعثرة ومتكسرة وأبلغ دليل على ذلك ان ( الحفريات) شيء أساسي في كل الطرق وأن تجد طريقاً سوياً ممهداً دون كسور أو عمليات تجبير من شاكلة ( سلكها وتسلك ) هو إستثناء كبير ..
والمصيبة أن الجميع يتعامل مع المواطنين السعوديين وكأنهم آبار بترول تمشي على قدمين دون أن يصدق أحد الواقع المرير بأن الكثير من السعوديين لا يجدون وظيفة في دولة تمنح شركة سعودي أوجيه ( 7000) تأشيرة مع الإعفاء من الرسوم ليدخل بها سبعة آلاف لبناني وهندي وغيرهم حتى يؤسسوا أعمالاً لا تخدم غيرهم .. تخيلوا سبعة آلاف تأشيرة وكأن السعودية ليس فيها مهندسين ولا مقاولين ولا مشرفين عماله ولا مراقبين ولا حتى حراس أمن ..
شركات الأمن الصناعي ( تلهف ) على الأقل ( 6500) ريال لكل فرد أمن نصيبه منها على الأكثر ( 2500) في الشركات التي لديها بقايا من بقايا الضمير ..
الدولة مقسومة بدون مبالغة إلى طبقة مرفهة باذخة تتبعها طبقة الأذناب المرتزقة الذين يشاركون في نفس البذخ والرفاه وبقية الشعب يقبع تحت رحمة نهب المال العام وعدم توفر الوظيفة والصراع من أجل سداد فاتورة الكهرباء وفاتورة الهاتف والجوال وحاليا صارت المسألة تتضاعف وتنهمر على رأس المواطنين مع نظام ساهر الجديد ..
إدفعوا لنا ( دم قلوبكم ) وإذا تأخرتم الجزية مضاعفة وكأننا في روما القديمة وهي تحكم اقاليمها البعيدة ..
ويدهشني ولاة الأمر يحفظهم الله الذين يستجيبون إلى دعاة الضلال والتعتيم بأن الشعب يعيش رغيداً سعيداً بينما لو طالعوا الشوارع بنظرهم المتجرد من وسوسة هؤلاء ( الدخلاء) من بطانتهم لعرفوا ان الشق إتسع على الرقعة ..
سبعة آلاف تأشيرة لتطوير طريق الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والتأشيرات معفية من الرسوم بمعنى إعفاء من 14 مليوناً من الريالات والمواطن يتسول عندما يفتح محلاً صغيرا للحصول على تأشيرة فيدفع رسومها وأجرة المعقب ورشوة الموظف حتى يتسنى له أن يبدأ عمله وسعودي أوجيه تعفى من الرسوم حتى تحضر لها سبعة آلاف أجنبي لن يعمل ربعهم في مشروع تطوير طريق الملك الذي إنهار جزئ منه عندما عمت الأمطار الرياض مطلع العام الجاري يعني بالعربي حشفاً وسوء كيله ( شين وقوي عين )
تتعجب من عدد الطوابير التي تتجمع امام وحدات التسجيل ولجان التوظيف في العسكرية بكل قطاعاتها في المملكة وكأن القطاع الخاص يعلنها صراحة ( لا للسعودة) ونحن معه ..
وأي مبلغ يدخل للمواطن يجعل زبانية مؤسسة النقد تهجم عليه وتسأله بكل صلف وتهجم : من أين لك هذا ؟؟؟؟!!!!!
واللبناني والمصري والسوري والأردني والهندي يملأ حسابه وحساب بلاده ويحول بالملايين إلى دولته عبر المصارف وشركات التحويل ولا نجد من يقول له من أين لك هذا وراتبك ( 2000) او حتى لو كان الراتب ( 20.000) ريال
السعودي يتم التحقيق معه وتقعيده ووضع العقبات في طريقه سواء في مكتب العمل او في البلدية ( وما أدراك ما البلدية ) وحتى يبدأ مشروعه سيكون دفع (اللي وراه واللي قدام أهله) كل هذا والمخالفات والرسوم المعقوله وغير المعقوله ..
والأجنبي يغرف من الخيرات ويبني لبان وسوريا والهند والأردن والسعودي يتفرج ويسدد وإذا لم يسدد عمموا عليه في صرعتهم الجديدة ( سمة ) فصار التمويل محرماً وحتى الإستجداء من الكبائر .. والشعار الأساسي هو نفس شعار شركة الإتصالات السعودية ( علي بابا والمليون حرامي ) سدد ثم تظلم ..
يا مولاي .. يا خادم الحرمين الشريفين
متى ينتهي تطوير طريقكم الكريم الذي حشر الناس وكثف الزحام وإنهارت منه العديد من النقاط خلال الأمطار ؟؟!!
ألم تدفعوا للشركة عدة مئات من الملايين ؟
ألم تعطوهم سبعة آلاف تأشيرة ؟
لماذا ينهار إذن ؟ .. ولماذا يستغرق كل هذا الوقت ؟
ولماذا يزداد عدد المقاولين وتكبر اللقمة وتتوزع على (الأجانب ( العلاليص ) والمواطن يكون نصيبه الزحام والحفريات والركض من أجل الوظيفة ؟؟!!
أيها الملك الإنسان .. إن الله تعالى أعطاك ناصية هذا البلد لتكون لأهله السند وإنك والله أهل للذخر وبيت للعز فتكرم علينا بأن ترى حالنا ببصيرتك وتطالع أمرنا بنظرتك وترى مشقة عيشنا وصعوبة تكاليفنا وسط ما إبتلانا الله به من مرتزقة التجار وزبانيتهم من الأجانب ..
نريد أن ننعم بالعمل والإنجاز في أرضنا وأن نخدم أنفسنا ثم أهلنا ونسد حاجة وطننا إلى العطاء والتطور عبر تخصيص أنفسنا وتطلعاتنا وعملنا لنكون الأحق بنهوض بلادنا تحت ظلكم بعد الله ..
إننا نرى الإمكانيات مثل السراب الذي يحسبه الظمآن ماء ..
نراها ويخطفها سوانا وهي لنا ومن حقنا ..
ألا يكفي لبنان مليار ريال سنوياً .. بل مليار دولار سنوياً ؟؟
لماذا يقاسموننا في لقمتنا .. ولماذا يلهث المواطن ليتوظف ويجمع ويسدد بينما اللبناني وسواه يأتي منتوفاً ويرجع الى بلده ( زنقيلاً ) سواء بالفرص الضائعة التي سجل عليها التجار وذوي النفوذ ( ممنوع على السعوديين) او عبر علاقات المدام ونفوذها ..
مليون ونصف يدخلون خلال العامين الماضيين حسب تصريحات الراحل الدكتور غازي القصيبي رحمه الله ..
مليون ونصف ؟؟!!!
الله أكبر وكأنها صحراء ليس فيها بشر وليس عندها كفاءات تنهض بها وكأن العمل لا يسير إلا بدهاء اللبناني و( حذلقة) السوري و( كذب ونفاق ) المصري و(شيطنة) الأردني والسعودي لا يملك من كل هذا شروى نقير ..
سعودي أوجيه ليست سوى غول يعيش وسط غابة من الغيلان تفترس المواطنين وتسلبهم حقهم في العمل والإنجاز وتوظف الأجانب على حساب أهل البلد في وقاحة تتوارثها الغيلان من نسلها الذي نهش هذه البلاد طويلاً ..
يا مولاي الملك .. أسألك بالله العظيم ..
لماذا تقوم شركة مثل شركة الخطوط السعودية بتحصيل ثمن التذكرة وتتعاقد مع المواطن على وقت وتاريخ وساعة للرحلة ثم فجأة وبلا مقدمات تلغي الرحله فيكون نصيبه الرقود على أرضية مرافق المطار بإنتظار الرحلة القادمة أو أن يعود بعد حين عسى أن يفرجها الله عليه !!؟؟؟
أهذا إحترام المواطن ؟!!!.. أهذه إنسانية من الأساس ؟؟!!1
ونقيس على هذا كل شيء ..
كيف لمواطن لا يتجاوز راتبه الــ 3.000 ريال شهرياً أن يسدد فاتورة الكهرباء وقسط السيارة ومصاريف طعامه وشرابه بل وفوق كل هذا يوفر حتى يتزوج ؟
كيف يرصد للمواطن 1.500 ريال راتب ليقف على بوابة او يحرس في مركز تجاري وشهادته جامعية بينما يأتي الأجنبي وقد يكون خريج سجون فيكون راتبه 10.000 ريال وما إلى أعلى ؟
ثم علينا أن نطلب من المواطن أن يبتسم وينتصب فخراً حتى وإن لم يجد قوت يومه أو مصاريف زواجه أو عجز عن سداد فاتورة بيته ..
بعد كل هذا يأتي محمد عبده ويغني لنا :
إرفع راسك إنت سعودي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
والأجنبي يبتسم في خبث قائلاً ( حلال على الشاطر )
عبيد خلف العنزي - البارون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق